الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

25 /8 /2014 المقدمة : داعش .. لغوياً !؟

دعش، يدعش فهو داعش كلمات غير موجودة في معاجمنا العربية كما أن هذه الطريقة الغربية الغريبة عنا في اختصار الكلمات والاسماء الى حروفها الاولى غير مألوفة في تاريخنا الادبي أو السياسي.. وفي حدود معرفتي قبل أن تهل علينا داعش د. أ. ع. ش. (دولة الاسلام في العراق والشام) لم يكن في حياتنا منظمات نحتت لنفسها لفظة اختصارية من الحروف الاولى لاسمها الحقيقي سوى عدد قليل اشتهر منها في تاريخنا المعاصر أثنتان الاولى منظمة ((فتح)) ف، ت.ح. الحروف المقلوبة من ح. ت. ف (حركة تحرير فلسطين) والتي لم يناسبها معنى ((حتف)) أي الموت فقلبته الى فتح وهو ذو معنى مختلف تماماً عن التحرير !  والثانية حماس (حركة المقاومة الاسلامية) .. وفي تقديري أن التسمية المختصرة في الحالتين كانت تقليداً للآخرين ولم تكن ضرورية البته ! كما أن في تاريخ الحركة الشيوعية في مصر ما يشبه ذلك، فمن المنظمات الماركسية كانت حدتّو ح. د. ت. و. (الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني) التي اتسع نشاطها بعد الحرب العالمية الثانية حتى كان من بين اعضائها من ساهموا في حركة الضباط الاحرار التي قامت بثورة 23 يوليو 1952 ومن ابرزهم خالد محي الدين ويوسف صديق واحمد حمروش، وقد كانت ايضاً اقرب المنظمات السياسية الى فكر جمال عبد الناصر الاجتماعي (الاشتراكي) حتى قيل أنه انضم لها لفترة وجيزة لكن ذلك لم يمنعه لاحقاً من الاختلاف مع الشيوعيين واعتقال العديد منهم .
نعود الى الحديث عن داعش التي كما اسلفنا لا تعني في اللغة شيئاً ولا نعرف من الذي نحتها، هل ((المقاتلون)) انفسهم أم الذين اسسوا لهم تنظيمهم واسمه في الاصل الانجليزي :
ISIS / of Iraq & Syria Islamic State ؟ ومن اين لهؤلاء المقاتلين القساة العتاة كل تلك الفذلكة الراقية Sophistication في نحت الكلمات وهم أصحاب ثقافة متخلفة محصورة اصلاً في القتل والسبي واغتصاب النساء وكراهية الآخر؟ أو ربما لذلك جاؤوا بلفظ اختصاري شائه الشكل لا معنى له في لغتنا السليمة ولا شبيه الا في العامية مثل طافش ودافش وطاحش ورافش !! وربما أيضاً بايحاء من المخططين الكبار ومع تطور الاحداث في الايام الاخيرة تقلص الاسم الى IS فقط أي الدولة الاسلامية !!
والآن بعد هذه المقدمة اللغوية ذات الصلة هل بات من الضروري العودة الى الكم الهائل من المعلومات المتفرقة في الاخبار والتقارير التي نقلتها وكالات الانباء المحلية والعالمية أو في المئات من المقالات العربية والاردنية التي تحدثت عن داعش وعمن يساندها ويمولها ويدربها ما دام اكثرها لم يلب رغبة الناس في المعرفة الموثقة لا بل زاد المحللين قلقاً وارتباكاً بسبب تضارب وقائعها وتناقض القوى المفترضة في مساندتها والتي تبدأ بأميركا وبريطانيا وفرنسا والسعودية والامارات وتركيا وقطر وتنتهي باسرائيل وحتى سوريا نفسها وبمباركة من أيران ؟! فآخر ما تناقلته شبكات التواصل عن صحيفة اسمها Gulf Daily News (the Voice of Bahrain) المؤرخة في 25/8/2014 (مع أني قرأتها منذ اسبوع) بعنوان ((البغدادي من تدريب الموساد)) مرسلة للنشر في 15 تموز 2014 / واشنطن: كشف ادوارد سنودن أن المخابرات الاميركية البريطانية والموساد عملت معاً لخلق الدولة الاسلامية في العراق وسوريا ! وثائق وكالة الامن الوطنية NSA تقول ان اجهزة المخابرات الثلاث خلقت المنظمة الارهابية لاستقطاب كل المتطرفين في العالم الى مكان واحد مستخدمة استراتيجية الHomet’s Nest  لحماية الهوية الصهيونية بخلق شعارات دينية واسلامية ! فالحل الوحيد للمحافظة على الدولة اليهودية هو خلق عدو قريب من حدودها وأن زعيم داعش ابو بكر البغدادي حصل على تدريب عسكري مكثف لسنة كاملة على ايدي الموساد اضافة لدروس في علوم الفقة وفنون التحدث والخطابه (بالعربي طبعاً !) وفي تقرير آخر بالفرنسية في 13 آب 2014 ان البغدادي يهودي واسمه الحقيقي اليوت شيمون ! فأي ((عك)) من الكلام هذا ؟ واي اكتشافات عجيبة واية معلومات وتواريخ متضاربة ولماذا سنودون من واشنطون وهو لاجئ في موسكو !؟ وما جدوى كل ذلك مادامت النار تأكل الاخضر واليابس في بلادنا وبعض المشاعر البدائية (وليست البسيطة) تهتز فرحاً داخلياً بهذا الحريق مصدقة أن ساعة النصر المبين قد أزفت وأن الماضي المجيد عائد لا ريب فيه وعلى أيدي داعش !؟ 
وبعد .. قد يكون ما نقرأه عن هذه المنظمة الارهابية / الدولة أو جزء منه صحيحاً يذكرنا بما جاء في كتابيْ :
·  Secret Affairs, ((Britain’s Collusion with Radial Islam)) By Mark Curtis,2010
·  Devils Game,((How the United States Helped Unleash fumadamentalist Islam)) By Robert Dryfuss,2005 .
لكن الحقيقة الوحيدة الباقية التي لم نسمعها وكان ينبغي أن تأتي  من اقرب المصادر لنا، لم تصل حتى الآن !    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق