الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

سبع سنوات .. نفس الكلام ! 2 /9 /2014

على مدى سبع سنوات ونحن نسمع من المسؤولين عن المشروع النووي الاردني كلاماً مكرراً وبعضه ((كبير)) ينبغي مناقشته بروية وهدوء كالتأكيد على أن المشروع سوف يدخلنا في ((العصر النووي)) وكأن أحداً يكره أن يتقدم بلده في مجال العلوم والتكنولوجيا النووية ! لكن من ذا الذي يقبل أن يكون هذا التقدم مرهوناً بشراء مفاعل نووي تبنيه لنا شركة اجنبية ؟ ومتى ؟ في الوقت الذي نرى دولا كبرى  عديدة من بينها المانيا واليابان ماضية في تقدمها ولم تخرج من العصر النووي رغم قراراها بالتوقف عن انشاء مفاعلات نووية جديدة وتفكيك الموجود منها، ونرى استراليا تتقدم كثيراً في هذا المجال  دون أن تملك مفاعلاً نووياً واحداً، مع أن عندها اليورانيوم بكميات كبيرة وبتراكيز عالية تسوّقه عالميا منذ عشرات السنين، ولم تتخذه ذريعة لبناء مفاعل نووي كما نعلن نحن الذين لم يكفنا الفشل الذريع الذي انتهى اليه التنقيب عنه عندنا من قبل واحدة من اكبر شركات تعدينه في العالم هي اريفا الفرنسية التي عملت اكثر من عامين في اراضينا وبعدما تأكدت أن تراكيزه منخفضة وكمياته غير كافية أو مجدية اقتصاديا غادرت البلاد بخفي حنين، لكن ذلك لم يثْنِ هيئة الطاقة الذرية عن عنادها بتخطئة اريفا التي كانت في الماضي القريب تكيل لها المديح واصرارها على اطلاق الوعود والاحلام بوجود اليورانيوم ((التجاري)) فانشأت لهذا الغرض شركة حكومية ((خاصة)) أي أن رأسمالها من خزينة الدولة ! ولم تفل هذه المرة كما كانت تقول في السابق إنها سوف تغطي من ارباحه نفقات إنشاء المفاعلات لكنها مازالت تخفي على الناس الاخطار البيئية والصحية الكبيرة التي ترافق تعدين اليورانيوم نفسه فاشعاعاته الضارة يمكن أن تُسأل عن نتائجها الكارثية دول أخرى لاقت الأمرين في مناجم اليوارنيوم عندها ولا تزال تعالج مضاعفاتها من تشوهات جنينية وسرطانات من مختلف الانواع ، ناهيك عن الانفاق الهائل على التخلص من فضلات تلك المناجم بعد أغلاقها فالمانيا مثلاً يكلفها ذلك ستة مليارات من الدولارات سنوياً !!
أما القول بأن المشروع النووي سوف يحقق الاستقلال في مجال توليد الطاقة الكهربائية في الاردن، فلا يعبر عن الحقيقة المعروفة بأن ((تخصيب)) اليورانيوم هو بيد دول كبرى بعينها إذا شاءت منحت وإن لم تشأ منعت ! كما ان القول بأنه ينقذنا من اعتمادنا على الطاقة المستوردة بنسبة 97 % من حاجتنا للخليط  (كحال معظم دول العالم) فغير صحيح إذ لا يغطي في افضل الحالات اكثر من 16 % من هذه النسبة ، لانه لا يولد إلا 40 % من الطاقة الكهربائية كحد اعلى ودون باقي انواع الطاقة المطلوبة (في كوريا الجنوبية – وهي من اكثر بلاد العالم تقدماً في هذا المجال – لم تستطع المفاعلات ان تغطي اكثر من 23% من الطاقة الكهربائية) !!
وبعد .. لن نكرر ما قلناه مراراً من ان مواردنا المائية شحيحه وأننا موجودون في منطقة زلازل ومن حولنا اضطرابات امنية منفلته وأننا محظوظون بطاقة طبيعية آمنة دائمة كالشمس والرياح وشبه دائمة كالصخر الزيتي، لكننا فقط أحببنا أن نؤكد أننا لسنا ضد التقدم العلمي النووي بل ضد الاخطار البيئية والصحية للمفاعلات وضد الاقتراض الهائل من اجل مشروع محفوف بامكانيات الفشل والخسارة .. !
    


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق