الأربعاء، 31 مارس 2010

27/3/2010

احقاً يمكن للمكارثية أن تعود ؟ ‏

‏ ‏
‏ ليس اجتهاداً مني كتبت فيما مضى عن عودة المكارثية الى أميركا بل تعليقاً على ما جاء ‏في كتاب ‏Take Over ‎‏ لمايكل سافيج وبعد ذلك عن وصولها الى اسرائيل كما كتب العديدون في ‏الاوبزرفر والاندبنديت البريطانيتين، واليوم اجدني اكتب مرة أخرى بعد أن قرأت لجو كاناسون ‏Joe Canason ‎‏ (الذي يكتب عادة للنييويورك أوبزرفر) مقالاً بعنوان (( المكارثية الجديده )) في ‏موقع ال ‏Inf. Cl. House ‎‏ 11 /3 /2010 جاء فيه: الجنون المتمسّح بالوطنية الذي عُرف ‏بالمكارثية بدأ قبل ستين عاماً في ويلنغ / فرجينيا الجنوبية عندما لوّح جوزيف مكارثي بقائمة ‏احتوت على 57 أسماً من موظفي وزارة الخارجية الاميركية وصفهم بأنهم شيوعيون وخَونَه وفي ‏آخر المطاف اكتشفت أميركا حقيقة القائمة المشهورة التي لوّح بها وأنها كانت مختلقه أي كان ‏كذّابا غوغائيا وفوق ذلك مدمن على الخمر ! ولم تكن الحملة المكارثية بالطبع وطنية بل كانت ‏تخدم اغراضاً شخصية وقد احدثت ضرراً بالغاً على مجمل السياسة الاميركية وعلى السمعة ‏الدولية للولايات المتحدة. لكن يبدو أن ورثة مكارثي في هذه الايام اشد مكراً وأقدر على التلاعب ‏بالالفاظ أما وسائلهم فهي نفس الوسائل الدنيئة، خذ مثلا اليزابيث تشيني ووليام كريستول ‏وحلفاؤهما من الاعلاميين وهم يتهجمون اليوم على المحامين المعتمدين من وزارة العدل الذين ‏وكلتهم للدفاع عن متهمين بالارهاب من المعتقلين في معسكر غوانتانامو ويتهمونهم زوراً بأنهم ‏أصبحوا عملاء (( للقاعدة )) ! كما أن هناك جماعة تدعى ‏‎(( Keep America Safe )) ‎‏ تهاجم ‏هؤلاء المحامين وتشكك في وطنيتهم وكأنهم فعلاً يشاركون رجال القاعدة عقيدتهم ، وهجوم هذه ‏الجماعه يطال في نفس الوقت الرئيس أوباما وإريك هولدر النائب العام .. ‏
‏ إن الاستقامة والعدل هي من القيم التي يشترك في اعتناقها معظم الاميركيين لكن هذه ‏الحمله الدنيئه تخرق تلك القيم فلو كان كل محام يدافع عن متهم بالارهاب يعتبر بهذا التصنيف ‏متعاطفا مع الارهاب فان ذلك يعني أن نظامنا القضائي قد أصبح موضع شك وريبه فالعدالة في ‏كل الدنيا تتطلب وجود محام لكل متهم بجريمة أياً كان نوع الجريمه .‏
ولكي يبعث جو كوناسون الأمل في النفوس يذكّر مواطنيه بأن نفراً من الاميركيين ‏الشرفاء تمكنوا ذات يوم من إزالة شبح المكارثية الرهيبة عن البلاد بايقاف مكارثي عند حده إذ ‏تقدموا الى الكونغرس بقرار لوم موجّه له على أفعاله وألاعيبه ومؤامراته ، ويمضي الكاتب: لقد ‏شهدنا الاسبوع الماضي لحظة صدق جديدة حينما تقدم تسعة عشر محاميا بارزاً من الجمهوريين ‏وبضمنهم كينيث ستار ‏Kenneth Starr‏ وآخرون من الذي كان قد عينهم بوش في وزارتي ‏العدل والدفاع ، بمذكرة تستنكر نشاطات ومساعي جماعة ‏Keep America Safe ‎‏ الظالمه ‏والمشينه والمخرّبه ..‏
وبعد .. في مقال سابق انتهيتُ للقول : (( يبدو أن المكارثية كامنه في نفوس اعداء ‏الديمقراطية وحقوق الانسان الموجودين في كل بلاد العالم والجاهزين دائماً لاتهام الآخرين بخيانة ‏الوطن .. دون دليل ! )) واليوم لا أزيد . ‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق