6 /2 /2010
توني موريسون .. ما أهميتها ؟
د. زيد حمزه
أنها الكاتبة الافريقية الاميركيةToni Morrison المولودة عام 1931 وأَقْدمُ حاصلةٍ على جائزة نوبل للآداب ما زالت على قيد الحياة والتي اتيحت لي فرصة مشاهدتها على شاشة الكومبيوتر في مقابلة اجرتها معها مندوبة مجلة التايم الاميركية قبل أيام حول كتابها الجديد Mercy فأسرتني أفكارها المفعمة بالحكمة والدالة بوضوح على تجربة طويلة عميقه، ثم ازددت بها انبهاراً حين راحت تتحدث عن العبودية والألم بادٍ على ملامح وجهها لكن بلا غضب أو تحامل وتشرح تاريخها وكيف مارستْها كلُّ الحضارات الكبيرة من دون استثناء ولو باشكال مختلفة منذ أثينا حتى اليوم، لكن الذي ما انفك يحز في نفسها أن ترى العبودية تزداد ظلماً وقهراً حين يصحبها التمييز العنصري، فهي في نظرها عندئذ ليست مجرد شراء وامتلاك العبيد لاستخدامهم في المزارع والاقطاعيات أو سرقة جهد العمال في المصانع والمناجم والاستيلاء في الحالتين على نتاج عرقهم فذلك مستمر – بشكل أو آخر – في ما يسمى الآن اقتصاد السوق، بل هي فوق ذلك تتبدّى بأبشع صور الاذلال للكرامة الانسانية والاعتداء الذي يمارسه عنصر بشري ضد آخر نفسياً كان أو جسديا.. ثم وجدتُ نفسي في النهاية اصغي باهتمام لتوني موريسون وهي توجز بكلام بسيط وبنبرة هادئة وثقة بالنفس كبيرة اجاباتِها على أسئلة تبدو حساسة وشائكه، ففي معرض حديثها عمن تؤيد من السياسيين أو السياسيات ترفض أن تبادر بالانحياز التلقائي من منطلق الجندر لامرأة مرشحة لمنصب ما بل من أيمانها بمواقفها والمبادئ التي تنادي بها، كما لا تسارع للتأييد الأعمى لقائد سياسي من أجل لونه بل حين تحس بادراكها الواعي أنه لا يكذب ولا يزوّر ولا يخفي نواياه الحقيقية وراء الكلمات المعسولة !
وبعد .. لم أكن لاتحمس للكتابة عن ابداع هذه المرأة السوداء المناضلة لولا أنني بالمقارنة ينتابني القنوط أحيانا بسبب الكم الكبير من الكلام الذي يُهدر في محاضراتٍ وندواتٍ وحوارت نسمع فيها حديثاً خطابياً مكروراً تخفي عباراتُه المبهمة مدى المراوغة عند مناقشة معضلاتنا الحقيقية ومدى الجُبْن في طرح الحلول الحقيقية لها ! لكن قنوطي يتبدد حين اتذكر أن لتوني موريسون في تاريخنا العربي المعاصر شبيهاتٍ من نساء مناضلات رفعْنَ رؤوسنا عاليا في ميادين مختلفه، منها السياسي ضد المستعمرين والمحتلين، ومنها الاجتماعي ضد قوانين القهر التي ابتدعتْها ورعتْها الذكوريةُ المهيمنة منذ قرون، لذلك ولشدة ايماني بقدرات المرأة عموما وفرط تفاؤلي بالمثقفة العربية الحقيقية – قوميا وأنسانياً – فقد بتُّ على يقين أنها سوف تقود جنباً الى جنب مع ((المثقف)) معركة النهوض .. ذات يوم .
zaidhamzeh@orange.jo
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق